الاثنين, 2010.01.25 (GMT)
الوزيرة البرغوثي تتحدث للوكالة |
- يجب ترتيب وضع الأدباء من خلال اتحادهم
- طغيان الأمور المعيشية يجعل الاحتياجات الثقافية ليست ضمن الأولويات
- خلل فني في التنفيذ تتحمله الوزارة حال دون طباعة 365 كتابا
- لا توجد صيغة تفاهم بين وزارة الثقافة والاتحاد العام للكتاب والأدباء
- يوجد لدى موظفي الوزارة شعور بالتظلم
وكالة أنباء الشعر-فلسطين- أمجد التميمي
أعلنت وزيرة الثقافة الفلسطينية سهام البرغوثي، عن خطة ثقافية وطنية استراتيجية للسنوات الثلاث المقبلة، شارك في إعدادها مثقفون وممثلون عن مؤسسات مجتمع مدني وموظفون في وزارة الثقافة تهدف إلى الارتقاء بالوضع الثقافي العام خاصة أداء وزارة الثقافة.
وأشارت البرغوثي في حوار مطول مع "وكالة أنباء الشعر العربي"، إلى أنه تم أخذ الدروس والعبر المستقاة من احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، عند وضع هذه الخطة الإستراتيجية لتأخذ في الاعتبار احتياجات أوسع قطاعات ثقافية.
ونوهت البرغوثي إلى أن وزارة الثقافة تحتاج إلى تصويب وتصحيح الخلل وتحسين الأداء ورفع الكفاءة، داعية إلى توحيد الجهود للارتقاء بالواقع الثقافي وعدم الاكتفاء باللطم على الخدود.
وكشفت الوزيرة الفلسطينية النقاب عن توجه لإعادة هيكلة وزارة الثقافة، منوهة في السياق ذاته إلى أنها لن تبدأ من الصفر بل ستبني على ما هو موجود.
وأقرّت بأن الوزارة ما زالت غير قادرة على استيعاب الاحتياجات الثقافية بسبب الطغيان المعيشي على اهتمامات المواطنين وضعف الموازنات المخصصة للوزارة، معتبرة الانتقادات التي يوجهها مثقفون وأدباء إلى أداء وزارة الثقافة بانها ايجابية كونها تعبر عن الحاجة إلى وزارة الثقافة –من جهة-، وتحفز العاملين في الوزارة على العمل من جهة أخرى. وأعربت عن اسفها لعدم وجود صيغة تفاهم وتواصل بين الوزارة والاتحاد العام للكتاب والأدباء. وفيما يلي نص الحوار:
- من الملاحظ أن هناك استياء من قبل المثقفين والأدباء تجاه أداء المؤسسة الثقافية الرسمية ؟
وزارة الثقافة هي جزء من الحكومة الفلسطينية التي وضعت خطة انهاء الاحتلال وبناء الدولة والتركيز على بناء مؤسسات السلطة الفلسطينية والحكم الرشيد ووضع الأولويات لاحتياجات المجتمع الفلسطيني في هذه المرحلة، والعمل على تحسين جودة الخدمات التي تقدم للمواطنين وعلى قاعدة سيادة القانون، عدا عن الإهتمام بالمناطق المهمشة والمتأثرة بالجدار والمستوطنات الاسرائيلية.
كما تعمل الحكومة على وضع السياسات الاستراتيجة للقطاعات حتى يتم صياغة الخطة الاستراتيجية في العام الحالي 2010، وفي هذا الإطار يأتي توجه الحكومة للإهتمام بتحريك الوضع الثقافي في فلسطين لارتباط العمل الثقافي بالعملية التنموية المستدامة وكأداة للتغيير نحو الأفضل، وايضا كأسلوب لتحسين نوعية الحياة للمواطنين. يمكن القول أن هناك اهتماماً ورعاية وتركيزاً على العمل الثقافي كون الثقافة بما يحيط بها من محددات وأفكار تميز مجتمع عن آخر، والثقافة هي التي تحافظ على الهوية الوطنية وبها نتصدى لكل محاولات الطمس والتهديد لهويتنا الوطنية ونسعى للتواصل ما بين الفلسطينيين في كافة اماكن تواجدهم سواء في الوطن أو الشتات، لحماية هويتنا، وبالتالي رسالة الثقافة تملك مهمات وطنية بالمقام الأول لأنها تعزز وتطور القيم والمفاهيم الإنسانية التي تروج للتنوير ومجتمع المعرفة.
من جانب آخر، وزارة الثقافة باعتبارها الراعية لكل الحراك الثقافي في المجتمع تكمن مسؤولياتها وواجبها في رعاية الإبداع وتشجيع المعرفة وإعطاء الفرص لمنتجي الثقافة من فن ومسرح وسينما..الخ، للمساهمة في تحويل المجتمع إلى مجتمع قارئ، كما تكمن مسؤوليتها في توفير البيئة التشريعية لما يخص العمل الثقافي، وتوفير البنية التحتية من مكتبة وطنية ومتاحف ومعارض ودور سينما ومسرح لأنها من وجهة نظرنا أداة رئيسية في تنشيط وتشجيع العمل الثقافي، إضافة إلى الاهتمام بالمناطق المهمشة والتركيز على التراث الملموس وغير الملموس من أجل الحفاظ على هويتنا وأيضا من أجل صناعة الثقافة، كما يوجد تركيز حول السياحة الثقافية.
فكل منطلق تراثي وأثري وسياحي يجب يكون بجانبه شيء ثقافي، وطبعا نحن نركز على قضية القدس وايلائها الأولوية باعتبارها عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقبلية، هذه هي الرؤية العامة والتي ترجمت لخطة استراتيجية للوزارة للسنوات الثلاث المقبلة تبدأ من العام 2010، لذلك أرى ان مسؤولية الوزارة هو الاهتمام الكبير بالتغذية من نتاج أدبي وكتب فلسفية وشعرية وأبحاث، بالإضافة إلى تسهيل عملية طباعة الثروة الأدبية وتعميمها وايصالها إلى كافة المكتبات وتسهيل وصولها إلى يد المواطن في محاولة لتحويل المجتمع إلى قارئ، بالإضافة إلى تعريف الجيل الشاب بهذا الانتاج الأدبي وبالرموز الأدبية.
- متى أعدّت هذه الإستراتيجية، وهل لها علاقة باحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية؟
عندما تسلمت مهامي في الوزارة كان العاملون في الوزارة ماضون في صياغتها بالتعاون مع مركز التعليم المستمر في جامعة بيرزيت، كنا مشغولين بها خلال عام احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية، حاولنا طرحها في المحافظات خلال لقاءات مع المؤسسات الثقافية والمثقفين، وقد انجزناها في اربع محافظات وسجلنا العديد من الملاحظات وأجرينا عليها تعديلات، وبقيت معرضة للتعديل، في 8 كانون الاول الماضي عقدنا اجتماعا لمناقشة آلية تنفيذ هذه الخطة الاستراتيجية، فأي خطة اسراتيجية تحتاج لهيكلية ولموارد بشرية ولموارد مالية.
- عادة اي خطة استراتيجة تبني على ما تم في السابق.. هل أخذتم ما جرى خلال عام الاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية كمنطلق لوضع هذه الاستراتيجية؟
إعداد الاستراتيجة كان خلال الاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية، وضعنا اولوية منذ استلامي الوزارة تتمثل في التركيز على الاحتفالية، ومن المحتمل أن تجربة الاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة دفعتنا لاجراء تعديلات على الخطة الاستراتيجية، ولكن الخطة الاستراتيجة وضعناها لكي نبدأ بتنفيذها مع بداية العام الجديد، آخذين بالاعتبار كل الدروس من احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية، وقمنا بعرض هذه الاستراتيجة على القطاع الخاص وعلى عدة مؤسسات من أجل مراعاة احتياجات أوسع قطاعات، الخطة بنيت من خلال لقاءات وورش عمل وهي ليست للثقافة بل للوزارة، كما اننا نعمل وفق توجهات الحكومة للسياسات الاستراتيجة للقطاع الثقافي، وقد شارك كل الموظفين في صياغة هذه الاستراتيجة بالتعاون مع المؤسسات والشخصيات الثقافية بهدف تعزيز الدور التشاركي والمدني مع مؤسسات المجتمع المدني.
- هناك شكوى دائمة من قبل كل من يتسلم حقيبة الثقافة الفلسطينية، من قلة حجم الموازنات، كم تبلغ موازنة الوزارة وهل تفي بالاحتياجات؟
في العام الماضي 2009، بلغ حجم الموازنة 27 مليون شيكل (نحو 7 ملايين دولار أميركي)، معظمها يذهب لبند الرواتب والنفقات التشغيلية، أما الموازنات المخصصة لدعم النشاط الثقافي وطباعة الكتب قد تصل إلى 3,5 مليون شيكل (نحو مليون دولار) لطباعة الكتب وجزء منها بدل مهمات سفر وهذا مبلغ قليل بالطبع.
ولكن لماذا يوجد استياء لدى المثقفين؟ عندما تنظر إلى المهام المسندة للوزارة تجدها غير بسيطة لأن الخدمة التي تقدمها تختلف عن أي وزارة تقدم خدمة مباشرة، بمعنى أن الموضوع يتعلق بعملية تغيير اجتماعي وهذا يحتاج للارتقاء بمستوى الثقافة والفنون التي تقدم وهذا بدوره يستغرق فترة طويلة. وفي الوقت ذاته نرى ان الامكانيات قليلة، فاحتياجات البلد كثيرة، والاحتياجات الثقافية ليست اولوية في البلد فالامور المعيشية تطغى على احتياجات المواطنين، والموازنات المخصصة للوزارة رغم اهميتها إلا أن حجمها يقل عن مثيلاتها في الوزرات الأخرى.
والمجتمع الفلسطيني مجتمع حيوي ونهضوي وشاب رغم كافة الظروف التي نعيشها، وبسبب المعاناة يحاول ان يعبر عن نفسه من خلال المنتوجات الثقافية والأدبية والفنية، فالإنتاج الثقافي كبير وهو يلقي عبئا إضافيا من الناحية المادية، من الطبيعي ان الفرد يكون عاجزا وفق الظروف المعيشية لطباعة الكتب ويتوجه إلى المؤسسة الرسمية كوزارة الثقافة لرعاية انتاجاته، هناك الكثير من المؤسسات الثقافية التابعة للمجتمع المدني تغطي جزءا من المطلوب ولكن لا تقوم بما هو مطلوب من القطاع العام، ولذلك أرى ان وزارة الثقافة مازالت غير قادرة ضمن امكانياتها أن تغطي هذه المساحات الواسعة من الاحتياجات.
هناك العديد من المبادرات لتشكيل مراكز ثقافية وتنشيط الحركة الثقافية، ولكن تبقى هذه مؤسسات صغيرة لا تستطيع تلبية الاحتياجات الكبيرة، لأنها تحتاج إلى أموال،
إذا أردنا فقط تشجيع المهرجانات الصيفية الفلكلورية التي تعبر عن تراثنا فهذه بحد ذاتها تحتاج إلى ميزانية، إذا نظرنا إلى موضوع إصدار الكتب نحن نساعد في ذلك ولكنها تحتاج إلى إمكانيات، إذا كان هناك استياء من الأدباء والمثقفين من اداء الوزارة أنا اعتبر ذلك أمرا ايجابيا يعبر عن حاجتهم لوزارة الثقافة، وهذا يعطي دافعية لوزارة الثقافة لبذل جهد لتغطية ودعم هذه الاحتياجات لأننا نقول إن الثقافة هي التي تميز شعبنا الفلسطيني وتحافظ على هويته وحقه التاريخي.
من جهة ثانية نحن في الوزارة نرى باننا على علاقة تشاركية وتكاملية مع المؤسسات المجتمعية والمثقفين، نحن والمثقفون لسنا أندادا بل نحن نكمل الأدوار ونتشارك للارتقاء بالوضع الثقافي، إذا تم فهم العلاقة على هذا الأساس يمكن البناء.
- هل أنت راضية عن أداء الوزارة؟
علينا أن نجري مراجعة تقييمية لأداء الوزارة على مدار السنوات الماضية، نرصد من خلالها النواقص والثغرات والخلل والمعوقات، ووضع تصورات لتصويب الخلل، هناك خلل في البناء المؤسسي، هناك نقص في الخبرات والإدارة الثقافية، فسياسة التعيين السابقة لم تكن وفق المطلوب، وأيضا في الظروف التي نعايشها فعندما وصلنا إلى عام 2000 والسنوات التالية وبعد ان قطعت الوزارة مثل بقية الوزارات شوطا كبيرا نحو الاستقرار،تم هدم ما تم بناؤه، بعد دراسة واقعية يجب وضع الأساس لكيفية تبني وحمل الوزارة للمشروع الثقافي وهذا ليس مناطا بها وحدها بل مع شركائها في المجتمع، وهي بحاجة إلى تصويب وتصحيح في الأداء لإحداث خطوة إلى الأمام وتحسين الاداء ورفع الكفاءة، اما ان نجلس ونلطم على خدودنا ونبدأ بالهجوم على الوزارة وحسب فهذا لا يقود إلى النتائج المرجوة.
- بعض الأدباء والمثقفين يطالبون بإعادة هيكلة وزارة الثقافة ونسف ما هو موجود حتى يتسنى بناء وزارة ثقافة فاعلة، ما هو رأيك في ذلك؟
انا رأيت خلال وضع الخطة الاستراتيجية أن جزءا من الهيكلية الموجودة غير مناسب، وإذا أردنا إنجاح أي خطة يجب ان يكون هناك هيكلية قادرة على تنفيذ الخطة ويجب ان تتوفر الكوادر البشرية والامكانيات المالية، ونحن لا نريد ان نبدأ من الصفر، بل يجب ان نعمل على تنمية ما هو موجود من كوادر بشرية وتنمية كفاءتها.
- ولكنك الآن أنت وزيرة الثقافة وانت المسؤولة الأولى عن الوزارة وسياستها، هل تنوين اجراء تعيينات او تنقلات من شأنها ان تساعد في تحسين الأداء؟
نحن ندرس ما هي النواقص الموجودة في الوزارة وما هي الاحتياجات المطلوبة للنهوض بواقع الوزارة، وبالتالي نحتاج إلى تعيين خبرات وإذا لزم الأمر إجراء تنقلات، نحن بصدد وضع هيكلية جديدة، هناك هيكلية مطروحة ونحن في مرحلة دراستها وسنرى إن كانت هذه الهيكلية قادرة على العمل.
كما يوجد لدى موظفي الوزارة شعور بالتظلم وبحدوث تجاوزات وتمييز، فكيف نبحث حاليا كيفية تحقيق العدالة من أجل اعطاء دفعة إلى الأمام.
- كان هناك مشروع لدى وزارة الثقافة يقوم على اصدار 365 كتاباً خلال عام الاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية أي بمعدل كتاب يومياً، ولكن ما تم طباعته لم يتجاوز اصابع اليدين..ما أسباب تعثر هذا المشروع؟
أقول إن الأجواء الحماسية طغت خلال عام الاحتفالية لأن الأمر يتعلق بالقدس وهي قضية ليست عابرة، بأن تكون عاصمة للثقافة العربية وهي تحت الاحتلال، ولتسليط الأضواء على هذه القضية، واعتبرنا أنه يمكن استغلال الاحتفالية لفتح جبهة عريضة لكل المثقفين، ويتوفر فرص لكل الأدباء والفنانين من اجل الإبداع في الدفاع عن القدس وفرصة لاستنهاض الوضع الثقافي كعامل من عوامل الاستنهاض الوطني، كما كانت فرصة لاستنهاض المثقفين والمبدعين العرب، بحيث تتحول كل الانظار نحو القدس. في ظل هذه الأجواء الحماسية تشكلت لجنة تحضيرية ومجلس إداري، تبنت الوزارة مشروعا رياديا لاصدار 365 كتابا خلال عام الاحتفالية، وهذا طموح جيد وكان يمكن ترجمته على أرض الواقع، لكن حدثت معوقات أبرزها عدم رصد الأموال اللازمة، ثانيا كان هناك خلل بشأن الآلية الفنية في كيفية تنفيذ القرار، وتشكلت لجنة للمشروع وبدأت عملية تجميع العناوين، لكن اتخذت آلية لطباعة الكتب وتجميعها في اقراص مرنة بالوزراة، بوجود طاقم متخصص من وزارة التربية والتعليم وغيرهم ، والمشكلة تكمن في أن الذين اشرفوا على المشروع لم ينهوا كتابا ويحولوه إلى الطباعة بل بدأوا يعملون على قرابة 60—80 كتابا في وقت واحد، وعندما كان يطلب قرص مرن يحتوي على كتاب كامل لاحالته للعطاء لم يتم ايجاد اي كتاب جاهز بالكامل، فالآلية الفنية لم تكن موفقة.
- من يتحمل مسؤولية ذلك الخلل؟
بالتأكيد وزارة الثقافة باعتبارها الجهة القائمة على المشروع. هناك سبب يتعلق بعدم توفير أموال ولكن الخلل الأكبر يكمن في الناحية الفنية التي تم اتباعها، صحيح أنه لم تتوفر اموال ولكن يمكن اللجوء إلى الدول العربية لطباعة الكتب، وبالفعل ما يزال لغاية الآن هناك فرصة لتنفيذ المشروع لان دولا عربية ابدت استعدادها للطباعة، حاولنا تغيير الآلية وتصفية الوضع السابق ونعمل على استكمال المشروع من اجل انجاز هذه الكتب وطرح عطاء، وهناك وعود من الدول العربية لطباعة الكتب، صحيح أن الاحتفالية اختتمت ولكن القدس مازالت غير محررة وهي تنتهك يوميا وبالتالي علينا كوزارة ثقافة التواصل والاستمرار في دعم واسناد القدس وتحديدا من خلال طباعة الكتب التي تتناول القدس ومكانتها وتاريخها وبكل الانتاج المتعلق بها. سنستكمل هذا المشروع في العام 2010، قد لا نتسطيع اصدار 365 كتابا لكننا نعد بتغطية أكبر عدد ممكن من الكتب، وقد استفدنا من الخلل الذي حدث من اجل استكمال المشروع.
-ولكن كان هناك حديثا عن تقصير من الدول العربية لتمويل الاحتفالية ..ما مدى صحة ذلك؟
بخصوص التمويل الكلي للاحتفالية لا اعرف الوضع الدقيق، وزراء الثقافة العرب اتخذوا قرارا بان تكون القدس عاصة للثقافة العربية عام 2009 ولكنهم لم يضعوا آليات التنفيذ والأمر ذاته ينطبق على اختيار القدس عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2019، وبالتالي اختيار القدس عاصمة الثقافة العربية كان قرارا سياسيا ولكن لا يتم وضع موازنات لهذا الغرض فكل دولة يقع عليها الاختيار هي من تقوم بتخصيص الأموال اللازمة، ولان للقدس مكانتها الخاصة ربما كان هناك وعود عربية بدعم الاحتفالية، وأرى أن هناك دعما عربيا، فنحن في وزارة الثقافة نفذنا في 10 دول عربية نشاطات ثقافية وهذا جزء من الدعم، كما أن معظم الدول العربية التزمت بوضع برامج متميزة خاصة لاقامة نشاطات على مدار العام 2009، فكان هناك دعم للاحتفالية اكثر من اي عاصمة أخرى وهذا نابع من الشعور السائد والمتمثل بمكانة القدس في قلب كل عربي، علاوة على استضافة اسابيع ثقافية فلسطينية في بعض الدول العربية وهذا جزء من الدعم.
من الممكن انه لم يتم تقديم دعم مباشر للمؤسسات الثقافية، على هذا الصعيد نطمح بمزيد من الدعم، ونقول ان المسألة ليست مجرد مال بل يجب دعم القدس على كافة الصعد.
- هناك عدة دعوات وجهها الأدباء لضرورة إنشاء دار نشر وطنية حكومية؟
من وجهة نظري أن دور النشر هي من مهمة القطاع الخاص، ونحن لا نريد ان نأخذ دور الآخرين.
- الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين يعاني من أزمة منذ سنوات، ما هو دور وزارة الثقافه تجاه هذه القضية؟
للأسف لا توجد صيغة تواصل بين الوزارة وبين اتحاد الكتاب، ونحن نأسف لذلك ومن هنا أدعو إلى ضرورة التواصل، فقد بنينا علاقة مع رابطة المسرحيين ومع مؤسسات ثقافية أخرى، ومن هنا يهمنا التواصل مع اتحاد الأدباء باعتباره منضويا في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.
- من يتحمل عدم وجود تواصل بين اتحاد الكتاب والوزارة؟
لا توجد صيغة للتعامل بين اتحاد الأدباء والوزارة، ولا يوجد أي اتفاق أو مذكرة تعاون، يمكن أن يكون هناك تقصيرا من الوزارة بالإضافة إلى أن الاتحاد نفسه لم يبادر لإقامة علاقات مع الوزارة، وتنظيم الأدباء ليس في الوزارة بل اتحادهم هو من ينظم شأنهم، وهذا يخلق لنا اشكالية لأننا نضطر للتواصل مع كل أديب على حده وهذا لا يجوز بل يجب ترتيب وضع الأدباء من خلال اتحادهم.
-هناك استياء عام من موضوع السفريات للخارج وآلية الاختيار داخل وزارة الثقافة، كيف تردين على ذلك؟
نحن وضعنا معايير في داخل الوزارة بأن لا يزيد عدد الذين يشاركون من الوزارة عن 4- 5 أشخاص، يشمل ذلك رئيس الوفد ونائبة الرئيس وتكون امرأة، بالإضافة إلى إداري واختصاصي فني وإعلامي، بعض الدول قيدتنا بعدد معين، فالفرق الفنية تضم من 20-25 شخصاً، وبالتالي يبقى عددا محدودا مما هو مسموح به، وقد حاولنا التنويع على مستوى الفرق الفنية، ويبقى عدد محدود للوفد يشمل شعراء وأدباء ويتم الاختيار وفقا للجنة خاصة هي التي تقوم بعملية الترشيح.